الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٢٠
(أهل الحكمة والمعرفة ورجال الدين والفقه)، والأشتريا وهم رجال الدفاع والإدارة، والفشيا الذين يحرثون الأرض ويهيئون للناس ثرواتهم، والشادورا وهم العمال، وهو تحديد لمركز الإنسان وواجب كل طبقة منها، ولكنه لا يمنح الفرد ميزة على الآخر، ويقول إن الهندوكية غير مسؤولة عن عذاب المنبوذين وعن هبة البنات لكهنة المعابد وعن زواج الأطفال!
(3) وهو يؤمن بحماية البقرة التي نخطئ إذ نسميها عندهم عبادة البقرة، وهي ليست إلا رمزا من رموز الهندوكية، ومن أمثلة الحب الذي تدعو إليه، إذ الإنسان الذي يألف البقر ويحبه ويرحم ضعفه ومرضه، يحب الحيوانات جميعا، ومن أشفق على الحيوان، كان أكثر برا بالإنسان، ولذا يقول لأتباعه إن حماية البقرة لا تفهم وهم يعذبون إخوانهم المنبوذين، وإن إنسانا يذبح البقرة لخير في نظر الله من إنسان لا يذبحها ولا يخشى الله ويسئ إلى عباده!
(4) وهو ليس من أعداء الوثنية، ولا ينكر الرموز والصور والتهاويل والأوثان التي يصطنعها الناس، ليعبروا بها عن عقائدهم أو تصوراتهم الدينية ويرى أنها جزء من طبيعة الإنسان، لا يستطيع أن ينزعه ولا يخلص منه، ويقول إنه لا يوجد هندوكي واحد يعتبر الوثن إلها، وإن هذا الوثن لا يثير في نفسه أي إحساس بالاحترام أمامه، وإنه يكره المادية ويحاول هدم جسمه وقتل شهواته، لتقوى روحه ويرى ربه (1)!
والغريب أنه كانت له في وثنيته هذه اجتماعات سياسية مع أنصاره المسلمين والهندوكيين يبدأها بصلاة قصيرة بالسورة الكريمة " قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد، ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد "، وهي سورة الإخلاص والتوحيد، وأكبر ظني أنه كان يموه على أنصاره باعتقاداته، لأنه كان لا يجرأ

(1) راجع ص 65 - 75 من المهاتما غاندي حياته وجهاده للأخ الأستاذ فتحي رضوان. وراجع ص 46 للأخ الأستاذ محمود المنجوري في كتابه رابندرانات تاجور حيث يقول إنهم يسمون القوة التي تصل الكائنات من إنسان وحيوان وجماد، بالله الخالق، (براهما)!
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»