فإن النفس تكون أشد هولا بدون اتحادها مع الله الذي يحملها ويحييها بنعمته ورحمته "، ولما قال يسوع هذا شكر الله، فقال حينئذ لعازر " يا سيد هذا البيت لله خالقي مع كل ما أعطى لعهدتي لأجل خدمة الفقراء، فإذا كنت فقيرا وكان لك عدد كثير من التلاميذ، تعال واسكن هنا متى شئت وما شئت، فإن خادم الله يخدمك كما يجب، حبا في الله "! لما سمع يسوع هذا سر وقال:
" انظروا الآن ما أطيب الموت! إن لعازر مات مرة فقط، وقد تعلم تعليما لا يعرفه أحكم البشر في العالم الذين شاخوا بين الكتب، يا ليت كل إنسان يموت مرة فقط، ويعود للعالم مثل لعازر، ليتعلموا كيف يحبون "، أجاب يوحنا " يا معلم! أيؤذن لي أن أتكلم كلمة؟ "، أجاب يسوع " قل ألفا، لأنه كما يجب على الإنسان أن يصرف أمواله في خدمة الله، هكذا يجب عليه أن يصرف التعليم، بل يكون هذا أشد وجوبا عليه، لأن للكلمة قوة على أن تحمل نفسا على التوبة، على حين أن الأموال لا تقدر أن ترد الحياة للميت، وعليه فإن من له قدرة على مساعدة فقير ثم لم يساعده حتى مات الفقير جوعا، فهو قاتل، ولكن القاتل الأكبر هو من يقدر بكلمة الله على تحويل الخاطئ للتوبة ولم يحوله، بل يقف كما يقول الله " ككلب أبكم "، ففي مثل هؤلاء يقول الله " أيها العبد الخائن، منك أطلب نفس الخاطئ الذي يهلك، لأنك كتمت كلمتي عنه "... تستأذنني يا يوحنا أن تتكلم كلمة وأنت قد أصغيت إلى مائة ألف كلمة من كلامي، الحق أقول لك إنه يجب على أن أصغى لك عشرة أضعاف ما أصغيت إلى، وكل من لا يصغي إلى غيره فهو يخطئ كلما تكلم، لأنه يجب أن نعامل الآخرين بما نرغب فيه لأنفسنا، وأن لا نعمل للآخرين ما لا نود وصوله إلينا "، حينئذ قال يوحنا " يا معلم! لماذا لم ينعم الله على الناس بأن يموتوا مرة، ثم يرجعوا كما فعل لعازر، ليتعلموا أن يعرفوا أنفسهم وخالقهم! "، أجاب يسوع " ما قولك يا يوحنا في رب بيت أعطى أحد خدمه فأسا صحيحة، ليقطع غابة حجبت منظر بيته، ولكن الفاعل نسي الفأس وقال " لو أعطاني السيد فأسا قديمة، لقطعت الغابة بسهولة "، قل لي يا يوحنا، ماذا