أقبلت على رجل الله في جبل الكرمل. فلما شاهدها من بعيد، قال لغلامه جيحزي: ها هي المرأة الشونمية. 26 فاركض للقائها الآن واسألها: أهي بخير؟
هل زوجها سالم؟ هل ابنها سالم؟ فأجابت: كل شئ بخير. 27 فلما جاءت إلى رجل الله في الجبل تشبثت بقدميه. فاقترب منها جيحزي ليبعدها عنه، فقال رجل الله: اتركها، فإن نفسها مريرة في داخلها والرب لم يكشف لي ما بها.
28 فقالت: هل طلبت من سيدي أن أنجب ابنا؟ ألم أقل لا تخدعني؟ 29 فأمر أليشع جيحزي: تمنطق بحزامك، وخذ عكازي وانطلق. وإذا صادفت أحدا فلا تحيه، وإن حياك أحد فلا تجبه. وضع عكازي على وجه الصبي. 30 فقالت أم الصبي: حي هو الرب، وحية هي نفسك إنني لا أتركك. فقام وتبعها.
31 وسبقهما جيحزي ووضع العكاز على وجه الصبي، ولكن من غير جدوى فرجع للقاء أليشع وقال: لم ترتد الحياة إلى الصبي. 32 ودخل أليشع البيت وإذا بالصبي ميت في سريره. 33 فدخل العلية وأغلق الباب وتضرع إلى الرب، 34 ثم اضطجع فوق جثة الصبي، ووضع فمه على فمه، وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدد عليه، فبدأ الدف ء يسري في جسد الصبي. 35 فأخذ النبي يذرع أرض العلية ثم عاد وتمدد على الولد، فعطس هذا سبع مرات وفتح عينيه.
36 فاستدعى جيحزي وقال: ادع هذه الشونمية. وعندما مثلت أمامه قال:
احملي ابنك! 37 فسجدت على وجهها إلى الأرض عند قدميه ثم حملت ابنها وانصرفت.
معجزة إبراء الطعام من السم 38 ورجع أليشع إلى الجلجال. بعد ذلك عمت المجاعة البلاد. وفيما كان بنو الأنبياء مجتمعين مع أليشع، قال لخادمه: اسلق بعض السليقة في القدر الكبيرة لبني الأنبياء. 39 وانطلق واحد منهم ليلتقط بعض الخضروات، فعثر على يقطين بري سام، فالتقط منه ملء ثوبه، وقطعه وطرحه في قدر السليقة، غير عالم أنه سام. 40 وصبوا للقوم ليأكلوا، ولكن ما إن تناولوا منه حتى صرخوا: في القدر