وفرسانها. وغاب إيليا عن عينيه، فأمسك ثيابه ومزقها قطعتين، 13 ثم رفع رداء إيليا الذي سقط منه وتوجه نحو ضفة نهر الأردن، 14 وضرب به الماء هاتفا:
أين هو الرب إله إيليا؟ ثم ضرب الماء ثانية، فانفلق النهر إلى شطرين متقابلين، فاجتاز أليشع نحو الضفة الأخرى. 15 ولما شاهده بنو الأنبياء المقيمون في أريحا قادما نحوهم قالوا: إن روح إيليا قد استقرت على أليشع. فأقبلوا للقائه وانحنوا أمامه. 16 وقالوا له: إن بين عبيدك خمسين رجلا من ذوي البأس، فدعهم يذهبون للبحث عن سيدك. لعل روح الرب حمله وطرحه على أحد الجبال أو في أحد الأودية. فأجاب: لا ترسلوا أحدا. 17 فألحوا عليه حتى اعتراه الخجل فأذعن لهم، فأوفدوا خمسين رجلا ظلوا يبحثون عنه ثلاثة أيام على غير طائل.
18 وعندما رجعوا إليه في أريحا قال لهم: أما قلت لكم لا تبحثوا عنه؟
تحلية المياه 19 وقال رجال مدينة أريحا لأليشع: هو ذا المدينة كما ترى ذات موقع جيد، أما المياه فرديئة والأرض مجدبة. 20 فقال: أحضروا لي صحنا، وضعوا فيه ملحا. فأتوا إليه بما طلب. 21 فاتجه نحو نبع الماء وطرح فيه الملح، وقال:
هذا ما تكلم به الرب: لقد أبرأت هذه المياه فلن تسبب الموت أو الجدب بعد الآن. 22 فبرئت المياه إلى هذا اليوم، كما أنبأ أليشع.
23 ثم ارتحل من هناك إلى بيت إيل، وفيما هو سائر في طريقه خرج بعض الفتيان الصغار من المدينة وشرعوا يسخرون منه قائلين: اصعد (في العاصفة) يا أقرع!
24 فالتفت وراءه وتفرس فيهم، ثم دعا عليهم باسم الرب. فخرجت دبتان من الغابة والتهمتا منهم اثنين وأربعين فتى. 25 وانطلق من هناك إلى جبل الكرمل