كتب الفتنة والتمزيق والإلحاد إن من أعظم الأخطار على وحدة المسلمين، وتعاونهم ضد عدوانهم المشرك إقدام بعض المستهترين الأغبياء الذين لا يقدرون عواقب ما يفعلون على ما يؤدي إلى انشغال أبناء الأمة الإسلامية الواحدة بصراعات كلامية لا تبتني على أساس سليم قد يؤدي في حالة عدم وضع حد لعبثهم إلى تعميق جذور التباغض، والتمزق، والانهيار المخيف الذي تعاني منه أمتنا اليوم شر معاناة.
ومن ثم فإنهم يكونون قد ساهموا مساهمة مخلصة في تحقيق أغراض الاستعمار، والصهيونية من تكريس التفرقة، والنزاع الداخلي ليحولوا بين المسلمين، وبين الوحدة لعلمهم بأنها الكفيلة - لو تحققت - بإزالة نفوذهما عن البلاد الإسلامية وسيطرتهما عليها.
ففي كل فترة من الزمن يطلع على الأمة واحد من أمثال هؤلاء الجهلاء يدافع عن عصبيتهم المذهبية الممقوتة ضد مذهب أو آخر من مذاهب المسلمين بأكاذيب ملفقة، وأراجيف مزيفة قد بان الحقد الأعمى من خلال أسطرها، والجهل بحقيقة الإسلام، وبحقيقة المذهب الذي يفتري على قدسيته من مطاوي مواضعها يحبر بها أوراقا قد أطلق عليها اسم رسالة أو كتاب. وهي في مضمونها أبعد ما تكون عن مدلول هذين اللفظين بل أول ما تدل عليه فراغ واضعيها من العلم والفضل، والأدب لأنهم سدوا على أنفسهم أبواب التعمق والتحقيق خصوصا فيما يتعلق بالمذاهب الإسلامية من مصادرها الأساسية