صوت الحق ودعوة الصدق - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ١٧
حتى جاءنا بعض الإخوان بعد رجوعه من العمرة وتشرفه بزيارة الحرمين الشريفين بكتاب (الشيعة والسنة) وذكر بأن نائب جامعة المدينة المنورة الإسلامية قد أهداه إليه مع كتاب (العواصم من القواصم) الذي كان قد شرحه محب الدين الخطيب شرحا أظهر فيه نصبه وعداوته للعترة النبوية، وولاءه لأعدائها، وأنكر فيه الحقائق التاريخية المعلومة ظلما وعدوانا.
فقرأته، وعجبت من سعي كاتبه في تفريق كلمة المسلمين، ولعمر الحق ما كان يخطر ببالي أن أحدا من المسلمين يجعل مهمته الاحتفاظ باختلاف الكلمة، والتباعد، وتشديد المجادلات الطائفية، ويعارض دعوة المصلحين من الزعماء والرؤساء والعلماء إلى التقريب إلى الوحدة الإسلامية، ويخطئهم جميعا، ويتبع غير سبيل المؤمنين، ويرد في هذه النداءات، والصيحات التي رفعت من العلماء والرجال البارزين الغيارى على الإسلام من الشيعة والسنة في شرق الأرض وغربها ويتهم الجميع بالجهل والكذب، والنفاق والخداع.
وأعجب من ذلك وأعظم مصيبة على المسلمين أن يكون القائم بنشرها جامعة المدينة المنورة الإسلامية التي] ينبغي] أن تكرس كل جودها للدفاع عن وجودنا الإسلامي شيعة وسنة، وإرشاد المسلمين إلى ترك الجفوة والبغضاء. وأن تساهم بما عندها من طاقات مع العلماء المصلحين من الفريقين لتحقيق التقريب والأخوة الإسلامية.
ويسوءنا زيادة على ذلك أن الحكومة السعودية التي تنفق على هذه الجامعة هي التي تعتني بالدعوة إلى الوحدة الإسلامية اعتناء كبيرا فجلالة الملك الراحل فيصل آل سعود كان من أولئك الرجال الذين ينادون الأمة بالوحدة الإسلامية وهو الذي أدرك بثاقب نظره أن الشيعة لو لم تكن في عقائدها الإسلامية، والالتزام بأحكام الشريعة، والدفاع عن كرامة القرآن، والأمر
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»