صوت الحق ودعوة الصدق - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ٢٤
جارية فقال بكل جرأة وصراحة، إن كل من قال هذا القول، فقد قال كفرا وضلالا (1) فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن عجيب أحوالهم أنهم يكتبون حول المذهب، ويسعون في تفريق كلمة المسلمين، ويغضبون على من يجيب عنهم، ويظهر زورهم وبهتانهم ومخاريقهم، وسوء نياتهم، وكيدهم للإسلام والمسلمين.
والجدير بنا بعدما ذقنا من مرارة المجادلات، والاختلافات في الأجواء المشحونة بالعصبيات، والسائرة في ركاب الأطماع، والاتجاهات السياسية وجربنا ما أدى إليه تضارب الطوائف، من المعتزلة والأشاعرة والوهابية والسنة، والشيعة، وأصحاب المذاهب الأربعة من الضعف والفشل والقضاء على هذه الحالة المنكرة بالاعتصام بحبل الله، وحسن الظن بالمسلمين، والتزام طريق الأنصاف والعقل، وعدم التسرع إلى تفكير أهل القبلة وتفسيقهم بمجرد المزاعم، والاستناد إلى بعض الأخبار المتروكة أو المتشابهة مما يوجد الكثير فيها في كتب الفريقين.
ونحمل ما نعرف من غيرنا مما هو خلاف مذهبنا - مهما أمكن - على المحامل الصحيحة وأنه ناتج عنده من الاجتهاد بعد اتفاق الكل على الأصول الإسلامية التي دلت صحاح الأحاديث على أنها هي الميزان والملاك في الحكم على الآخرين بالإسلام وعدمه.
فتعالوا نجلس إخوانا متحابين على صعيد إسلامي واحد، لننظر كيف يجب إن نقف قبالة الأعداء، ونصوص شباننا عن الانصياع وراء الأفكار الإلحادية

(1) وقد أحدث هذا التكفير ضجة كبيرة في الأوساط العلمية، ورد هذا المقال ردا شافيا الأستاذ محمد محمود الصواف في رسالته القيمة (المسلمون وعلم الفلك).
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»