المنتخب من كتب ابن تيمية - الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف - الصفحة ٣٤٤
دعاء الغائب للغائب أعظم إجابة من دعاء الحاضر (دعاء الغائب للغائب أعظم إجابة من دعاء الحاضر؛ لأنه أكمل إخلاصا وأبعد عن الشرك؛ فكيف يشبه دعاء من يدعو لغيره بلا سؤال منه إلى دعاء من يدعو الله بسؤاله وهو حاضر؟!
وفي «صحيح مسلم» عن النبي (ص) أنه قال: «ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة؛ إلا وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثله» (1).
وذلك أن المخلوق يطلب من المخلوق ما يقدر المخلوق عليه، والمخلوق قادر على دعاء الله ومسألته؛ فلهذا كان طلب الدعاء جائزا، كما يطلب منه الإعانة بما يقدر عليه والأفعال التي يقدر عليها.
فأما ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى؛ فلا يجوز أن يطلب إلا من الله سبحانه، لا يطلب ذلك لا من الملائكة ولا من الأنبياء ولا من غيرهم، ولا يجوز أن يقال لغير الله: اغفر لي، واسقنا الغيث، وانصرنا على القوم الكافرين، أو اهد قلوبنا، ونحو ذلك) (2) * * *

(1) انظر: «صحيح مسلم» (كتاب الذكر والدعاء، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، 2732) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
(2) «مجموع الفتاوى» (1 / 328 - 329).
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»