آراء علماء السنة في الوهابية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٨٨
الظلام، وراح ينتقل في صحراء نجد داعيا العربان إلى إحياء مجد الأسلاف، وتزوج أثناء تجواله بامرأة من آل تأمر، ولدت له ذكرا، أسماه " جلوي " لأنه ولد في زمن الجلاء، فتجمع حول تركي أول ما تجمع ثلاثون رجلا، ثم انضمت إليه بعض القبائل، فاسترد الرياض سنة (1235) من باشا مصر، واتخذها عاصمة له، ومن يومه انتقلت عاصمة السعوديين من الدرعية إلى الرياض، وما زالت، وكان لتركي ولد، اسمه فيصل، نفاه إبراهيم باشا مع من نفي إلى مصر، ولما سمع بخبر أبيه هرب، وجاء إليه.
ومما قلنا يتبين أن الإمارة السعودية الوهابية ابتدأت بمحمد بن سعود صاحب محمد بن عبد الوهاب، ثم ولده عبد العزيز ثم ولده سعود، ثم ولده عبد الله الذي انتزع منه الإمارة إبراهيم باشا، وقتل في الأستانة.
وكان انتصار إبراهيم على السعوديين سببا لانتقال الإمارة من فرع عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى فرع عبد الله بن محمد بن سعود الأمير الوهابي الأول عن طريق عبد الله بن محمد بن سعود، وعبد الله هذا الذي هو أبو تركي لم يتول الإمارة، وإنما تولاها أخوه عبد العزيز الأمير السعودي الوهابي الثاني، فتركي - إذن - هو الأمير السعودي الوهابي الأول من الفرع الثاني لمحمد بن سعود، وبه انتقلت الإمارة من سلالة عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى سلالة أخيه عبد الله بن محمد بن سعود، وما زالت فيها حتى اليوم.
وكبر على نسل عبد العزيز أن تخرج الإمارة منهم، قد بر أحد السعوديين، واسمه مشاري، أمر اغتيال تركي، وتم له ذلك، ونادى مشاري بنفسه أميرا، ولم تطل أيامه، حتى قتله فيصل بن تركي المغدور، واسترجع إمارة أبيه.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»