آراء علماء السنة في الوهابية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٨٧
عبد الله بن سعود وتولى بعد سعود ولده عبد الله، فنازعه الإمارة عمه عبد العزيز، وانقسمت الأسرة على نفسها، وتفرقت كلمتها.
وسنة (1231 ه‍) جهز محمد علي باشا جيشا بقيادة ولده إبراهيم فتوجه إبراهيم إلى الحجاز، وكانت لم تزل مع أبيه، ثم سار منها إلى نجد، يتواغل فيها شيئا فشيئا إلى أن وصل سنة (1233) إلى الدرعية عاصمة الوهابيين، وبعد حصار دام (5) أشهر استسلم أميرها عبد الله بن سعود، فأرسله إبراهيم إلى الأستانة، حيث قتل ومن معه في ميدان أياصوفيا.
وطغى إبراهيم باشا وبغى في البلاد، وأكثر فيها الفساد، وصادر أموال آل سعود، وآل محمد بن عبد الوهاب، وأجلى الكثير من رجالهم ونسائهم وأطفالهم عن الديار، ونفى الكثير منهم إلى مصر، وكان هذا جزاء وفاقا لما فعلوه من قبل بأمة محمد من المظالم والمآثم، وما ارتكبوه من الخيانة لله وكتابه، وللنبي وسنته..
وهكذا كل ظالم لا بد أن يبتلى بأظلم وأغشم.
استمر حكم عبد الله بن سعود من سنة (1229) إلى سنة (1234).
تركي بن عبد الله كان لعبد الله بن سعود المتقدم ذكره ابن عم، اسمه تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، ومحمد هذا الذي هو الجد القريب لتركي هو صاحب محمد بن عبد الوهاب، وأول أمير سعودي وهابي.
وكان تركي قد فر من وجه إبراهيم باشا تاركا الدرعية تحت جنح
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»