وتسميته هذه أصناما وآلهة مع الله فعلى مذهبكم أنهم كفار فهذه الأحاديث ترد مذهبكم وعلى مذهبكم أنه يجب على المسلم الخروج منها وهذه الأحاديث ترد مذهبكم وعلى زعمكم أنها تعبد فيها الأصنام الكبرى وهذه الأحاديث ترد زعمكم وعلى مذهبكم أن الخروج إليكم خير لهم وهذه الأحاديث ترد زعمكم وعلى مذهبكم أن أهلها لا يشفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن من جعل مع الله إلها آخر فبالاجماع هو شفيع يطاع و هذه الأحاديث ترد زعمكم ومما يزيد الأمر وضوحا أن مما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم أن الدجال الذي يأتي آخر الزمان لا يدخلها والدجال لا فتنة أكبر من فتنته وغاية ما يطلب من الناس عبادة غير الله فإذا كانت هذه الأمور التي تسمون من فعلها جاعلا مع الله إلها آخر عابد صنم مشركا بالله الشرك الأكبر ملأت المدينة من ستمائة أو سبعمائة سنة أو أكثر أو أقل حتى أن جميع أهلها يعادون وينكرون على ما أنكره فما فائدة عدم دخول الدجال وهو ما يطلب من الناس إلا الشرك وما فائدة بشرى النبي صلى الله عليه وسلم بعدم دخوله على المشركين فإنا لله وإنا إليه راجعون لو تعرفون لازم مذهبكم بل صريح قولكم لاستحييتم من الناس إن لم تستحيوا من الله ومن تأمل هذه الأحاديث وجد فيها أكثر مما ذكرنا يدل على بطلان قولكم هذا ولكن لا حياة لمن تنادي أسأل الله لي ولكم العافية والسلامة من الفتن (فصل) ومما يدل على بطلان مذهبكم ما روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى فقلت يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله تعالى هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أن ذلك تام قال إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي كل من في قلبه مثقال من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى يقاتل آخرهم المسيح وعن جابر ابن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة المسلمين حتى تقوم الساعة رواه مسلم وعن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على
(٤٩)