هذه الأحاديث أنهم قاهرين لعدوهم أتقولون يأتون زمن الدجال ففي هذه الأحاديث أنهم ما زالوا ولا يزالون أتقولون أنهم أنتم فأنتم مدتكم قريبة من ثمان سنين أخبرونا من قال هذا القول قبلكم حتى نصدقكم وإلا فلستم هم (ففي) هذا والله أعظم الرد عليكم والبيان لفساد قولكم فصلوات الله وسلامه على من أتى بالشريعة الكاملة التي فيها بيان ضلال كل ضال وكذلك في حديث عبد الله بن عمر وأن الشيطان بعد انخرام أنفس المؤمنين ليتمثل للناس يدعوهم إلى الاستجابة فيقولون له فماذا تأمرنا فيأمرهم بعبادة الأوثان فإذا كان أن بلاد المسلمين حجازا ويمنا وشاما وشرقا وغربا امتلأت من الأصنام وعبادتها على زعمكم فما فائدة الإخبار بهذه الأحاديث إن الأوثان لا تعبد إلا بعد أن يتوفى الله سبحانه وتعالى كل من في قلبه حبة خردل من إيمان وما فائدة قتال الدجال آخر الزمان وفي هذه الأزمان المتطاولة من قريب ستمائة سنة أو سبعمائة سنة ما يقاتلون أهل الأوثان والأصنام على زعمكم والله كما قال تبارك وتعالى فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وفي هذه الوجوه التي ذكرنا من السنة كفاية لمن قصده اتباع الحق وسلوك الصراط المستقيم وأما من أعماه الهوى ورؤية النفس فهو كما قال جل وعلا ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ونحن نعترض على من خالف الشرع ونسأله بالله الذي لا إله إلا هو أن يعطونا من أنفسهم شرع الله الذي أنزل على رسوله وبيننا وبينهم من أرادوا من علماء الأمة ولهم علينا عهد الله وميثاقه إن كان الحق معهم لنتبعنهم ولكن من أعجب العجاب استدلال بعضكم بقصة قدامة بن مظعون ومن معه حيث استحلوا الخمر متأولين قوله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية وأن عمر مع جميع الصحابة أجمعوا أنهم إن رجعوا وأقروا بالتحريم وإلا قتلوا (فأقول) تحريم الخمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام من الكتاب والسنة وجميع علماء الأمة ومع هذا أجمع المهاجرون والأنصار وكل مسلم في زمنهم على تحريمه والإمام ذلك الوقت لجميع الأمة إمام واحد والدين في نهاية الظهور (وكل هذا) والذين استحلوا الخمر لم يكفرهم عمر ولا أحد من الصحابة إلا إن عاندوا بعد أن يدعوهم الإمام ويبين لهم بيانا واضحا لا لبس فيه فإن عاندوا بعد إقامة الحجة من الكتاب
(٥١)