علي وقبر الحسين رضي الله تعالى عنهما وكذلك اليمن كلها والحجاز كل ذلك من أرض العرب ومذهبكم أن هذه المواضع كلها عبد الشيطان فيها وعبدت الأصنام وكلهم كفار ومن لم يكفرهم فهو عندكم كافر وهذه الأحاديث ترد مذهبكم وهذا لا يقال إنه قد وجد بعض الشرك بأرض العرب زمن الردة فإن ذلك زال في آن يسير فهو كالأمر الذي عرض لا يعتد به كما أن رجلا أو أكثر من أهل الكفر دخل أرض العرب وعبد غير الله في موضع خال أو خفية فأما هذه الأمور التي تجعلونها شركا أكبر وعبادة الأصنام فهي ملأت بلاد العرب من قرون متداولة فتبين بهذه الأحاديث فساد قولكم إن هذه الأمور هي عبادة الأوثان الكبرى وتبين أيضا بطلان قولكم إن الفرقة الناجية قد تكون في بعض أطراف الأرض ولا يأتي لها خبر فلو كانت هذه عبادة الأصنام والشرك الأكبر لقاتل أهله الفرقة الناجية المنصورون الظاهرون إلى قيام الساعة وهذا الذي ذكرناه واضح جلي والحمد لله رب العالمين ومن العجب إنكم تزعمون أن هذه الأمور أي القبور وما يعمل عندها والنذور هي عبادة الأصنام الكبرى وتقولون إن هذا أمر واضح جلي يعرف بالضرورة حتى اليهود والنصارى يعرفونه (فأقول) جوابا لكم عن هذا الزعم الفاسد سبحانك هذا بهتان عظيم قد تقدم مرارا عديدة أن الأمة بأجمعها على طبقاتها من قرب ثمنمائة سنة ملأت هذه القبور بلادها ولم يقولوا هذه عبادة الأصنام الكبرى ولم يقولوا أن من فعل شيئا من هذه الأمور فقد جعل مع الله إلها آخر ولم يجروا على أهلها حكم عباد الأصنام ولا حكم المرتدين أي ردة كانت (فلو إنكم قلتم) إن اليهود لأنهم قوم بهت وكذلك النصارى ومن ضاهاهم في بهت هذه الأمة من متبدعة الأمة يقولون إن هذه عبادة الأصنام الكبرى لقلنا صدقتهم فإن ذلك من بهتهم وحسدهم وغلوهم ورميهم الأمة بالعظائم بكثير ولكن الله سبحانه وتعالى مخزيهم ومظهر دينه على جميع الأديان بوعده هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ولكن أقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دعى للمدينة وما حولها ولليمن وقال له من حضره ونجد فقال هناك الزلازل والفتن أما والله لفتنة الشهوات فتنة والظلمة التي يعرف كل خاص وعام من أهلها أنها من الظلم والتعدي
(٤٦)