كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم من كفار قريش (ومنها) أن غاية أن يعلم المسلم أن هذا لم يشرعه الله وأنتم تقولون هذا يعلم بالضرورة أنه كفر حتى اليهود والنصارى يعرفون ذلك ومن لم يكفر فاعله فهو كافر فيا عباد الله انتبهوا (ومنها) أنه قال إجابة النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره لهؤلاء السائلين الملحين لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم جعلهم مؤمنين وجعل إجابة دعائهم رحمة من الله تعالى لهم لئلا يضطرب إيمانهم وأنتم تقولون من فعل فهو كافر ومن لم يكفره فهو كافر ومنها أن هذه الأمور وهي سؤال النبي صلى الله عليه وسلم حدثت في زمن الصحابة كالذي شكى للنبي صلى الله عليه وسلم القحط ورآه في النوم فأمره أن يأتي عمر ولا ذكر أن عمر أنكر ذلك وأنتم تجعلون مثل هذا كافرا (ومنها) أن هذه الأمور حدثت من قبل زمن الإمام أحمد في زمان أئمة الإسلام وأنكرها من أنكرها منهم ولا زالت حتى ملأت بلاد الإسلام كلها وفعلت هذه الأفاعيل كلها التي تكفرون بها ولم يرو عن أحد من أئمة المسلمين أنهم كفروا بذلك ولا قالوا هؤلاء مرتدون ولا أمروا بجهادهم ولا سموا بلاد المسلمين بلاد شرك وحرب كما قلتم أنتم بل كفرتم من لم يكفر بهذه الأفاعيل وإن لم يفعلها أيظنون أن هذه الأمور من الوسائط التي في العبارة الذي يكفر فاعلها إجماعا وتمضي قرون الأئمة من ثمان مائة عام ومع هذا لم يرو عن عالم من علماء المسلمين أنها كفر بل ما يظن هذا عاقل بل والله لازم قولكم إن جميع الأمة بعد زمان الإمام أحمد رحمه الله تعالى علماؤها وأمراؤها وعامتها كلهم كفار مرتدون فإنا لله وإنا إليه راجعون وا غوثاه إلى الله ثم وا غوثاه أم تقولون كما يقول بعض عامتكم إن الحجة ما قامت إلا بكم وإلا قبلكم لم يعرف دين الإسلام يا عباد الله انتهوا ولكن بكلام الشيخ هذا يستدل عليكم على أن مفهومكم أن هذه الأفاعيل من الشرك الأكبر خطأ وأيضا وأن مفهومكم أن هذه الأفاعيل داخلة في معنى عبارة من جعل بينه وبين الله وسائط إلى آخره نبهنا الله وإياكم من الضلال (فصل) ومما يدل على بطلان قولكم هذا ما روى مسلم في صحيحه عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط
(٣٨)