واضح جلي صريح لمن وفقه الله وترك التعصب والتمادي على الباطل والله المستعان وعليه التكلان (فصل) ومما يدل على بطلان مذهبكم ما روى مسلم في صحيحه عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يسعها أحد رغبة عنها إلا أبدله الله فيها من هو خير منه ولا يثبت أحد إلى لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة وروى أيضا مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصبر على لأوى المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعا يوم القيامة وفي الصحيحين من حديث جابر مرفوعا إنما المدينة كالكير تنفي خبثها و تضع طيبها وفي الصحيحين من حديث أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال وفي الصحيحين أيضا من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس من بلد إلا سيطأه الدجال إلا مكة والمدينة ليس نقب من أنقابها إلا عليه ملائكة حافين الحديث وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد مرفوعا لا يكيد المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء وفي الترمذي من حديث أبي هريرة يرفعه آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة وجه الدلالة من هذه الأحاديث من وجوه كثيرة نذكر بعضها أحدها أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على سكنى المدينة وأخبر أنها خير من غيرها وأن أحدا لا يدعها رغبة عنها إلا أبدلها الله بخير منه وأخبر أنه صلى الله عليه وسلم شفيع لمن سكنها وشهيد له يوم القيامة وذكر أن ذلك لأمته ليس لقرن دون قرن وأن أحدا لا يدعها إلا لعدم علمه وأنها كالكير تنفي خبثها وأنها محروسة بالملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال آخر الدهر وأن أحدا لا يكيدها إلا انماع كالملح في الماء وقال من استطاع أن يموت فيها فليمت وأخبر أنها آخر قرية من قرى الإسلام خرابا وكل لفظ من هذه الألفاظ تدل على خلاف قولكم إن هذه الأمور التي تكفرون بها وتسمونها أصناما ومن فعل شيئا منها فهو مشرك الشرك الأكبر عابد وثن ومن لم يكفره فهو عندكم كافر معلوم عند كل من عرف المدينة وأهلها أن هذه الأمور فيها كثير وأكثر منه في الزبير وفي جميع قرى الإسلام وذلك فيها من قرون متطاولة تزيد على أكثر من ستمائة سنة وأن جميع أهلها رؤسائها وعلماؤها وأمراؤها يجرون على أهلها أحكام الإسلام وأنهم أعداؤكم يسبونكم ويسبون مذهبكم الذي هو التكفير
(٤٨)