قضيت حاجتهم فقضيت إلى أن قال وما يروى أن رجلا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه الجدب عام الرمادة فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر فيأمره أن يخرج يستقي بالناس قال مثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم واعرف من هذا وقايع وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من أمته حاجته فتقضى له فإن هذا وقع كثير ولكن عليك أن تعلم أن إجابة النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره لهؤلاء السائلين لا يدل على استحباب السؤال وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم كما أن السائلين له في الحياة كانوا كذلك وقال رحمه الله أيضا حتى أن بعض القبور يجتمع عندها في اليوم من السنة ويسافر إليها من الأمصار في المحرم أو في صفر أو عاشورا أو غير ذلك تقصد ويجتمع عندها فيه كما تقصد عرفة ومزدلفة في أيام معلومة من السنة وربما كان الاهتمام بهذه الاجتماعات في الدين والدنيا أشد منكرا حتى أن بعضهم يقول نريد الحج إلى قبر فلان وفلان وبالجملة هذا الذي يفعل عند هذه القبور هو بعينه نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الذي أنكره أحمد بن حنبل رحمه الله وقال قد أفرط الناس في هذا جدا وأكثروا وذكر الإمام أحمد ما يفعل عند قبر الحسين رضي الله عنه قال الشيخ ويدخل في هذا ما يفعل بمصر عند قبر نفيسة وغيرها وما يفعل بالعراق عند القبر الذي يقال أنه قبر على وقبر الحسين إلى قبور كثيرة في بلاد الإسلام لا يمكن حصرها (انتهى) كلام الشيخ فيا عباد الله تأملوا كم في كلام الشيخ هذا من موضع يرد مفهومكم من العبارة التي تستدلون بها من كلامه ويرد تكفيركم للمسلمين ونحن نذكر بعض ما في ذلك تتميما للفائدة (منها قوله) في قصد البقعة والنذر في العيون والشجر والمغارات وما ذكره أنه من المنكرات ولم يجب الوفاء به ولم يقل أن فاعل ذلك كافر مرتد حلال المال والدم كما قلتم (ومنها) أن من الناس من يأمر بالنذر والقصد لهذه الأشياء التي ذكرها وسماه ضالا ولم يكفره كما قلتم (ومنها) إن هذه المواضع وهذه القبور وهذه الأفاعيل ملأت بلاد الإسلام قديما ولم يقل لا هو ولا أحد من أهل العلم أنها بلاد كفر كما كفرتم أهلها بل كفرتم من لم يكفرهم (ومنها) أنه ذكر طلب أهل القبور وأنه كثر وشاع وغاية ذلك أنه حرمه بل رفع الخطاء عن المجتهد في ذلك أو المقلد أو الجاهل وأنتم تجعلونهم بهذه الأفاعيل أكفر ممن
(٣٧)