وغير ذلك وأما الفرقة الناجية فهي السالمة من جميع البدع المتبعة لهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بينه أهل العلم وهذا إجماع من أهل العلم كما تقدم لك (وأما) قوله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم الحديث قال الشيخ رحمه الله ليس هذا اخبارا عن جميع الأمة فقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة وأخبر أنه لا تجتمع على ضلالة وأنه لا يزال يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم بطاعته فعلم بخبره الصدق أنه يكون في أمته قوم متمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام محضا وقوم منحرفون إلى شعبة من شعب اليهود أو شعبة من شعب النصارى وإن كان الرجل لا يكفر بكل الانحراف بل وقد لا يفسق وقال رحمه الله الناس في مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في جاهلية فأما بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا جاهلية مطلقة فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين إلى قيام الساعة وأما الجاهلية المقيدة فقد تكون في بعض بلاد المسلمين أو في بعض الأشخاص كقوله صلى الله عليه وسلم أربع في أمتي من أمر الجاهلية فدين الجاهلية لا يعود إلى آخر الدهر عند اخترام أنفس جميع المؤمنين عموما (انتهى) كلام الشيخ رحمه الله تعالى فقد تبين لك أن دين الإسلام ملأ بلاد الإسلام بنص أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما فسره به العلماء الأعلام وأن كل الفرق على الإسلام بخلاف قولكم هذا فإن صح مذهبكم فلم يبق على الأرض مسلم من ثمان مائة سنة إلا أنتم والعجب كل العجب أن الفرقة الناجية وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأوصاف وكذلك وصفها أهل العلم وليس فيكم خصلة واحدة منها فإنا لله وإنا إليه راجعون (فصل) ومما يدل على عدم صحة مذهبكم ما رواه البيهقي وابن عدي وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يحمل هذا العلم من كل خلق عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين قال في الآداب قال هنا سألت أحمد عن هذا الحديث قال صحيح (انتهى) قال ابن القيم هذا حديث روي من وجوه يشد بعضها بعضا ووجه الدليل منه أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف حملة علمه الذي بعثه الله به أنهم عدول كل طبقة من طبقات الأمة وقد تقدم مرارا أن هذه الأفاعيل التي تجعلون من فعلها كافرا موجودة في الأمة وجودا ظاهرا من أكثر من سبعمائة عام بل قد ذكر بن
(٤١)