تنوير الحلك - جلال الدين السيوطي - الصفحة ٢٣
قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما وفي كتاب الصلاة لأبي نعيم الفضل بن حكين أن عبد الله بن زيد قال لولا اتهامي لنفسي لقلت إني لم أكن نائما وفي سنن أبي داود من طريق ابن أبي ليلى جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم رجل من الأنصار فقال يا رسول الله رأيت رجلا كان عليه ثوبين أخضرين فأذن ثم قعد قعدة ثم قام فقال مثلها إلا أنه يقول قد قامت الصلاة ولولا أن يقول الناس لقلت إني كنت يقظان غير نائم فقال صلى الله تعالى عليه وسلم لقد أراك الله خيرا قال الشيخ ولي الدين العراقي في شرح سنن أبي داود قوله إني لبين نائم ويقظان مشكل لأن الحال لا تخلوا عن نوم ويقظة فكان مراده أن نومه كان خفيفا لا يخلو عن نوم قريبا من اليقظة فصار كأنه درجة متوسطة بين النوم واليقظة قال وأظهر من هذا أن يحمل على الحالة التي تعتري أرباب الأحوال ويشاهدون فيها ما يشاهدون ويسمعون ما يسمعون والصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين هم رؤس أرباب الأحوال ورد في عدة أحاديث أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه وعمر رضي الله تعالى عنه وبلا لا رضي الله تعالى عنه رأوا مثل ما رأى عبد الله بن زيد وذكر إمام الحرمين في النهاية والغزالي في البسيط أن بضعة عشر من الصحابة كلهم قد رأوا مثل ذلك وفي الحديث أن الذي نادى بالأذان فسمعه عمر وبلال رضي الله تعالى عنهما جبرئيل عليه السلام أخرجه الحارث بن أبي أمامة في مسنده ويشبه هذا ما أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن عساكر في تاريخه عن محمد بن المنكدر قال دخل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على أبي بكر رضي الله تعالى عنه فرآه ثقيلا فخرج من عنده فدخل على عائشة رضي الله تعالى عنها وأنه ليخبرها بوجع أبي بكر رضي الله تعالى عنه إذ دخل أبو بكر يستأذن فدخل فجعل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يتعجب بما عجل الله له من العافية
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 » »»