كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا.. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (1).
لا شك أن هناك خصوصية لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين الطاهرات القانتات الصادقات الصابرات الخاشعات وهن يتحملن ما لم تتحمله النساء في عصرهن بل وسائر العصور لأنهن القدوة والأسوة وعليهن وقعت المسؤولية الكبرى.
فإذا علمنا هذا علمنا أي مسؤوليات تقع على الذرية الطاهرة المرتبطة بوشائج الرحم والدماء الزكية التي تجري في عروقها.. وقد أدركت الصفوة من سلالة هذه البيت عظم هذه المسؤوليات وتلك المزيات فيها روى لنا عن ساداتها في الزهد والورع والتقوى والصلاح والتضحية والبذل والتكرم والكرم والسخاء.. وقد رأينا أمثلة ذلك في الحياة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضها، وحياة زوجها الإمام الراشد والخليفة العابد الزاهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم تنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه حقنا لدماء المسلمين، وابتغاء إقرار عين جده المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: (إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين) فحقق بذلك رجاءه عندما بلغه الحديث عن جده صلى الله عليه وسلم. وأطفئت نار الفتنة بعد طول اشتغال.. وقرت عيون المسلمين في المشارق الأرض ومغاربها بتضحية السيد الجليل العظيم في سبيل الله ورسوله وصلاح أمر المسلمين في الدنيا والآخرة، وكان ذلك فضلا من الله ونعمة.