وأمها: أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان " (1).
ويوم توفيت نزل الرسول صلى الله عليه وسلم في قبرها واستغفر لها (2). أما عائشة رضي الله عنها فهي تلك الصبية التي تفتحت مداركها على الإسلام في بيتها فقد كان أبو بكر أسرع الناس إلى الإسلام وكذلك زوجته أم رومان، فنشأت عائشة في بيئة مسلمة منذ ولادتها فقد ولدت بعد البعثة بما يقرب من خمس سنوات، وكانت لبيبة فصيحة، رواية للشعر، وكانت كشأن نساء عشيرتها بني تيم محببات إلى الأزواج.
وكانت أحداث الهجرة المباركة إلى المدينة، وبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مأمنهما في يثرب التي أصبحت بقدومه إليها منيرة، فسميت (المدينة المنورة) على منورها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وما إن استقر بالرسول صلى الله عليه وسلم المقام في مهاجره حتى بعث مولاه زيد بن حارثة ومولاه الآخر أبا رافع ليحضرا بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل معهما أبو بكر إلى ولده عبد الله ليصطحب زوجته أم رومان وابنتيه أسماء وعائشة ويحضروا جميعا إلى المدينة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أسس مسجده وبنى بيوته حوله (3).
فلما وصل الركب بآل النبي صلى الله عليه وسلم وآل أبي بكر رضي الله عنه، لم تمض شهور حتى تم الزفاف في يوم كانت عائشة فيه تلهو على أرجوحة