شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٥٩
* (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين) * * (حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها) * * (ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) * * (بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون) * * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا) * إلى أن قال * (وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين) * * (إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) * * (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا) * * (ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا) * * (أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا) * * (وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا) * فتأمل ما أجيبوا به عن كل سؤال على التفصيل فإنهم قالوا أولا * (أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا) * فقيل لهم في جواب هذا السؤال إن كنتم تزعمون أنه لا خالق لكم ولا رب لكم فهلا كنتم خلقا لا يفنيه الموت كالحجارة والحديد وما هو أكبر في صدوركم من ذلك فإن قلتم كنا خلقا على هذه الصفة التي لا تقبل البقاء فما الذي يحول بين خالقكم ومنشئكم وبين إعادتكم خلقا
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»