شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٢٩
وإمامهم فقلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك وعن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية وفي رواية فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منها وعن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم فقلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعته فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر ما لم يأمروا بمعصية فتأمل قوله تعالى * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * كيف قال * (وأطيعوا الرسول) * ولم يقل وأطيعوا أولي الأمر منكم لأن أولي الامر لا يفردون بالطاعة بل يطاعون فيما هو طاعة الله ورسوله وأعاد الفعل مع الرسول لأن من
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»