شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٢١
ختم الكلام المتقدم بهذا الدعاء ظاهرة وبمثل هذا الدعاء دعا يوسف الصديق صلوات الله عليه حيث قال * (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين) * وبه دعا السحرة الذين كانوا أول من آمن بموسى صلوات الله على نبينا وعليه حيث قالوا * (ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين) * ومن استدل بهاتين الآيتين على جواز تمني الموت فلا دليل له فيه فإن الدعاء إنما هو بالموت على الإسلام لا بمطلق الموت ولا بالموت الآن والفرق ظاهر قوله ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم ش قال صلى الله عليه وسلم صلوا خلف كل بر وفاجر رواه مكحول عن أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه الدارقطني وقال مكحول لم يلق أبا هريرة وفي إسناده معاوية بن صالح متكلم فيه وقد احتج به مسلم في صحيحه وخرج له الدارقطني أيضا وأبو داود عن مكحول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة واجبة عليكم مع كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل بالكبائر والجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر وفي صحيح البخاري أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يصلي خلف الحجاج بن يوسف الثقفي وكذا أنس بن مالك وكان الحجاج فاسقا ظالما وفي صحيحه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم وأن أخطأوا فلكم وعليهم وعن عبد الله بن عمر رضي
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»