شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٣٤١
عقول وشهوات فلما نهوا أنفسهم عن الهوى ومنعوها عما تميل إليه الطباع كانوا بذلك أفضل وقال الآخرون يجوز أن يقع من الملائكة من مداومة الطاعة وتحمل العبادة وترك الونى والفتور فيها ما يفي بتجنب الأنبياء شهواتهم مع طول مدة عبادة الملائكة ومنه أن الله تعالى جعل الملائكة رسلا إلى الأنبياء وسفراء بينه وبينهم وهذا الكلام قد اعتل به من قال إن الملائكة أفضل واستدلالهم به أقوى فإن الأنبياء المرسلين إن ثبت تفضيلهم على المرسل إليهم بالرسالة ثبت تفضيل الرسل من الملائكة إليهم عليهم فإن الرسول الملكي يكون رسولا إلى الرسول البشري ومنه قوله تعالى * (وعلم آدم الأسماء كلها) * الآيات قال الآخرون وهذا دليل على الفضل لا على التفضيل وآدم والملائكة لا يعلمون إلا ما علمهم الله وليس الخضر أفضل من موسى بكونه علم ما لم يعلمه موسى وقد سافر موسى وفتاه في طلب العلم إلى الخضر وتزود لذلك وطلب موسى منه العلم صريحا وقال له الخضر إنك على علم من علم الله إلى آخر كلامه ولا الهدهد أفضل من سليمان عليه السلام بكونه أحاط بما لم يحط به سليمان عليه السلام علما ومنه قوله تعالى * (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) * قال الآخرون هذا دليل الفضل لا الأفضلية وإلا لزم تفضيله على محمد صلى الله عليه وسلم فإن قلتم هو من ذريته فمن ذريته البر والفاجر بل يوم القيامة إذا قيل لآدم ابعث من ذريتك بعثا إلى النار يبعث من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة فما بال هذا التفضيل سرى إلى هذا الواحد من الألف فقط
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»