شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٨٩
يوم والناس يتكلمون في القدر قال فكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب قال فقال لهم ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم قال فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله لم أشهده بما غبطت نفسي بذلك المجلس أني لم أشهده ورواه ابن ماجة أيضا وقال تعالى * (فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا) * الخلاق النصيب قال تعالى * (وما له في الآخرة من خلاق) * أي استمتعتم بنصيبكم كما استمتع الذين من قبلكم بنصيبهم وخضتم كالذي خاضوا أي كالخوض الذي خاضوه أو كالفوج أو الصنف أو الجيل الذي خاضوا وجمع سبحانه بين الاستمتاع بالخلاق وبين الخوض لأن فساد الدين إما في العمل وإما في الاعتقاد فالأول من جهة الشهوات والثاني من جهة الشبهات وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتأخذن أمتي مأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع قالوا فارس والروم قال فمن الناس إلا أولئك وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية كان من أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي رواه الترمذي وعن أبي هريرة أن رسول الله
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»