هي أكمل الأمم عقولا ومعارف وعلوما لا تأسل نبيها لم أمر الله بكذا ولم نهى عن كذا ولم قدر كذا ولم فعل كذا لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام وأن قدم الإسلام لا تثبت إلا على درجة التسليم فأول مراتب تعظيم الأمر والتصديق به ثم العزم الجازم على امتثاله ثم المسارعة اليه والمبادرة به والحذر عن القواطع والموانع ثم بذل الجهد والنصح في الإتيان به على أكمل الوجوه ثم فعله لكونه مأمورا بحيث لا يتوقف الإتيان به على معرفة حكمته فإن ظهرت له فعله وإلا عطله فإن هذا ينافي الانقياد ويقدح في الامتثال قال القرطبي ناقلا عن ابن عبد البر فمن سأل مستفهما راغبا في العلم ونفي الجهل عن نفسه باحثا عن معنى يجب الوقوف في الديانة عليه فلا بأس به فشفعاء العي السؤال ومن سال متعنتا غير متفقه ولا متعلم فهو الذي لا يحل قليل سؤاله ولا كثيره قال ابن العربي الذي ينبغي للعالم أن يشتغل به هو بسط الأدلة وإيضاح سبل النظر وتحصيل مقدمات الاجتهاد وإعداد الآلة المعينة على الاستمداد قال فإذا عرضت نازلة أتيت من بابها ونشدت من مظانها والله يفتح وجه الصواب فيها انتهى وقال صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه رواه الترمذي وغيره ولا شك في تكفير من رد حكم الكتاب ولكن من تأول حكم الكتاب لشبهة عرضت له بين له الصواب ليرجع اليه فالله سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته ورحمته وعدله لا لمجرد قهره وقدرته كما يقول جهم وأتباعه وسيأتي لذلك زيادة بيان عند قول الشيخ ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله
(٢٩١)