البدعة - السيد علي الأمير الصنعاني - الصفحة ٣٥
الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) (1). والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أفضل من الدعاء بلا شك ولا ريب لمن يعقل، لأنها إيثار له صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على نفسك. ولا ريب أن من آثر مراد حبيب الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على مراد نفسه أرفع درجة من الداعي لنفسه.
وشغلي بالحبيب بكل وجه * أحب إلي من شغلي بنفسي ويدل عليه حديث (أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذن تكفى همك ويغفر ذنبك، وحين قال: أجعل لك ربع صلاتي، قال:
وإن زدت فهو خير لك) (2) فقل لي أين من يفقه عن الله تعالى

(1) 103: النساء.
(2) أخرجه الترمذي بسنده عن الطفيل عن أبي بن كعب عن أبيه بلفظ: قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: (يا أيها الناس أذكروا الله، أذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه)، قال أبي: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: (ما شئت) قال: قلت: الربع، قال (ما شئت فإن زدت فهو خير لك) قلت: (النصف، قال: (ما شئت، فإن زدت فهو خير لك)، قال: قلت: فالثلثين، قال: (ما شئت، فإن زدت فهو خير لك)، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال (إذن تكفى همك، ويغفر ذنبك). ج 4 ص 549 رقم 2457. وقال: حديث حسن صحيح.
والحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 421. والذهبي في تلخيص المستدرك وصححاه. وهو في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ج 2 ص 276 رقم 3997.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»