فنعرف أنه لا بد من مخالف خالف بينها، وأحدث ما شاهدنا حدوثه منها، وأنه غير لها، لأنها لا تحدث نفسها، إذ الشئ لا يحدث نفسه، لأنه (1) يؤدي إلى أن يكون (2) قبل نفسه، وغيرا لها، وكذلك لا تصور أنفسها، ولا تخالف بين هيئتها، ولا يقع ذلك مما يقوله الجاهلون، من طبع أو مادة، أو فلك، أو نجم، أو علة، أو عقل، أو روح، أو نفس، أو غير ذلك مما يقولونه، لأن ذلك إن كان من قبيل الموجبات (3) لم تخل: أن تكون موجودة، أو معدومة. والموجودة لا تخل: أن تكون قديمة، أو محدثة. ولا يجوز ثبوت ذلك لعله قديمة ولا معدومة، لأنه لو كان كما زعموا لكان يلزم وجود العالم بما فيه
(١٥)