تثبيت الإمامة - قاسم بن إبراهيم البرسي - الصفحة ٥١
وإخباره لهم عن كثير مما يضمرون، ثم آيات محمد - صلى الله عليه - وما نزل من حكمة وحيه إليه، التي لم يقو لمكافاته فيها من أضداده ضد، ولم يكن لحكيم منصف عند سماعها من قبولها بدمع عجيب آياته في الشجر وإجابته (34) وما كان من شأن الشاة المسمومة (35)، وإنبائه سرائر الغيوب (36) المكتومة، وإطعامه في سعة كف لأكثر من ألف وألف (37).
34 - عن عمر بن الخطاب قال: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان بالحجون وهو كئيب حزين، فقال اللهم أرني أيه لا أبالي من كذبني بعدها من قومي، فأمر فنادى شجرة من عقبه فجاءت تشق الأرض حتى انتهت إليه فسلمت عليه ثم أمرها فهبت، فقال: ما أبالي من كذبني بعدها من قومي: أنظر: دلائل النبوة: للحافظ أبو نعيم.
35 - وأمرها معلوم للكافة. أنظر كتب السيرة النبوية..
36 - من ذلك ما كان في غزوة الخندق: عن عبد الله عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج يوم الخندق وهم يحدقون حول المدينة، فتناول رسول الله الفأس فضربه ضربة فقال هذه الضربة يفتح الله تعالى بها كنوز الروم، ثم ضرب الثانية فقال: هذه الضربة يفتح الله تعالى بها كنوز فارس، ثم ضرب الثالثة فقال: هذه الضربة نبأني الله عز وجل بأهل اليمن أنصارا وأعوانا وقد كان.
وكذلك ما كان من إخباره بقتلالحسين (ع) وإخباره بموت النجاشي وشهادة أم حرام الأنصارية وغيرها.
أنظر: دلائل النبوة لأبي نعيم ص 180 وكتب التاريخ وسيرة أئمة آل البيت (ع)..
37 - قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضعيفا عرف فيه الجوع، فهل عندك من شئ؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها، فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال لي رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم: أرسلك أبو طلحة؟ فقلت نعم. قال: الطعام؟ قلت نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن معه: قوموا. قال: فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة، فأخبرته فقال: أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالناس. وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم، قالت: الله ورسوله أعلم، فانطلق أبو طلحة حتى يلقى رسول الله، فأقبل أبو طلحة ورسول الله معه حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هلمي يا أم سليم ما عندك، فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله، ففت وعصرت أم سليم عكة فأدمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه ما شاء الله أن يقول، ثم قال إئذن لعشرة فإذن فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: إئذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال إئذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا وهكذا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا أنظر دلائل النبوة لأبي نعيم، ص 147. وكتب السيرة..