وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٦١
كل رجس ودنس تطهيرا وهذا عين العصمة وحقيقتها.
2 - حديث الثقلين المتواتر الذي من ألفاظه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ألا وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) (1).
وحديث الثقلين يدل على عصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام من عدة وجوه: - 1 - إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر في هذا الحديث باتباع أهل البيت عليهم السلام على وجه الإطلاق بدون قيد أو شرط ومن كان الأمر بطاعته كذلك يكون معصوما فحاشا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر بهذا النوع من الأمر بالاتباع لمن يعلم ويحتمل خطأه ومخالفته للكتاب والسنة.
2 - أنه جعل التمسك بهم مانعا من الضلال كالكتاب، ومن كان جائزا عليه الضلال لا يكون مانعا منه، فالنتيجة أن أهل البيت عليهم السلام غير جائز في حقهم الضلال ومن كان كذلك كان معصوما.
3 - أنه صلى الله عليه وآله وسلم قرنهم بالكتاب وأمر باتباعهما معا فكما أن الكتاب منزه من كل باطل فأهل البيت كذلك، وهو عين العصمة.
4 - أنه صلى الله عليه وآله وسلم صرح بأنهم لا يفارقون

(1) مسند أحمد ج 3 ص 59.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»