يقول الشوكاني: " والحق أنه - أي قول الصحابي - ليس بحجة، فإن الله تعالى لم يبعث إلى هذه الأمة إلا نبيا واحدا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليس لنا إلا رسول واحد، وكتاب واحد، وجميع الأمة مأمور باتباع كتابه وسنة نبيه ولا فرق بين الصحابة ومن بعدهم في ذلك. فكلهم مكلفون التكاليف الشرعية واتباع الكتاب والسنة، فمن قال أنه تقوم الحجة في دين الله (1) بغير كتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما يرجع إليهما فقد قال في دين الله بما لا يثبت، وأثبت في هذه الشريعة الإسلامية شرعا لم يأمر الله به وهذا أمر عظيم وتقول بالغ، إعرف هذا واحرص عليه، فإن الله لم يجعل إليك وإلى سائر هذه الأمة رسولا إلا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يأمر باتباع غيره ولا شرع لك على لسان سواه من أمته حرفا واحدا ولا جعل شيئا من الحجة عليك في قول غيره كائنا من كان " (2).
اختلاف السلف في العقيدة ومن اختلافات السلفية: قول ابن تيمية بفناء النار، ويقول: " إن في المسألة نزاعا بين التابعين " ووافقه ابن القيم وخالفهما عدد من العلماء ومنهم الألباني.
وأثبت ابن تيمية الجهة لله، قال: " فثبت أنه في الجهة على التقديرين " (3)، وخالف الطحاوي ابن تيمية، إذ يقول عن الله " لا تحويه الجهات " (4).
وأثبت ابن تيمية الحد لله، وكفر منكره (5)، وخالفه من قبل أحمد بن حنبل، فقد ورد قوله: " والله لم يلحقه تغيير ولا تبديل ولا تلحقه الحدود " (6) وخالف الذهبي والألباني ابن تيمية في هذه المسألة.