وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٥٥٤
وفي الإمام الرضا (عليه السلام) يقول أبو نؤاس:
قيل لي أنت أحسن الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه لك من جيد القريض مديح * يثمر الدر في يدي مجتنيه فعلام تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه قلت لا أستطيع مدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه (1) وهناك كلام طويل للإمام في الإمامة، نقتطف منه اليسير. قال (عليه السلام):
"... هل تعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة، فيجوز فيها اختيارهم؟
إن الإمامة أجل قدرا، وأعظم شأنا، وأعلى مكانا، وأمنع جانبا، وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، فيقيموها باختيارهم...
إن الإمامة: منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء..
إن الإمامة: خلافة الله عز وجل، وخلافة الرسول، ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين (عليهم السلام).
إن الإمامة: زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعز المؤمنين..
إن الإمامة: رأس الإسلام النامي وفرعه السامي.
بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام، والحج والجهاد، وتوفير الفئ والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف...
الإمام، كالشمس الطالعة للعالم في الأفق، بحيث لا تناله الأيدي والأبصار..
الإمام: البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى، والبيداء القفار ولجج البحار..
الإمام: الماء العذب على الظماء، والدال على الهدى، والمنجي من الردى..

1 - وفيات الأعيان: 3 / 270، وفي سير أعلام النبلاء نسبها للحسن بن هانئ، وراجع نور الأبصار: 168.
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»