وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٥٣٨
وقد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة، تتضمن رسائل جعفر الصادق، وهي خمسمائة رسالة " (1).
وقال ابن حجر الهيتمي عن جعفر الصادق (عليه السلام): " نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد، وابن جريج، والسفيانيين، وأبي حنيفة، وشعبة، وأيوب السختياني " (2).
قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: " جعفر بن محمد هو من علماء أهل البيت وساداتهم، ذو علوم جمة، وعبادة موفورة، وأوراد متواصلة، وزهادة بينه، وتلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن ويستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجائبه، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكر بالآخرة، واستماع كلامه يزهد في الدنيا، والاقتداء بهديه يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة، وطهارة أفعاله تصدق أنه من ذرية الرسالة، نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من أعيان الأمة وأعلامهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري... وعدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها، وفضيلة اكتسبوها " (3).
وفي تذكرة الحفاظ " عن صالح بن أبي الأسود، سمعت جعفر بن محمد يقول:
سلوني قبل أن تفقدوني (4) فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي " (5).
وقال المناوي في الإمام الصادق: " وكانت له كرامات كثيرة ومكاشفات شهيرة، منها:
أنه سعي به عند المنصور فلما حج أحضر الساعي. وقال للساعي: أتحلف؟ قال:

1 - وفيات الأعيان: 1 / 327.
2 - الصواعق المحرقة: 2 / 586.
3 - أسد حيدر، عن مطالب السؤول: 2 / 55.
4 - ذرية بعضها من بعض.
5 - 1 / 166.
(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»