وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٥٤١
جعفر المذكور - الصادق - سأل أبا حنيفة (1) فقال: ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي؟
فقال: يا بن رسول الله، ما أعلم ما فيه، فقال له: أنت تتداهى ولا تعلم أن الظبي لا يكون له رباعية وهو ثني أبدا!! " (2).
وفي دعائم الإسلام: أن الصادق قال لابن أبي ليلى: أتقضي بين الناس يا عبد الرحمن؟ فقال: نعم، يا بن رسول الله. قال: تنزع مالا من يدي هذا فتعطيه هذا، وتنزع امرأة من يدي هذا فتعطيها هذا، وتحد هذا وتحبس هذا؟ قال: نعم. قال: بماذا تفعل ذلك كله؟ قال: بكتاب الله. قال: كل شئ تفعله تجده في كتاب الله؟ قال: لا. قال:
فما لم تجده في كتاب الله، فمن أين تأخذه؟ قال: فآخذه عن رسول الله. قال: وكل شئ تجده في كتاب الله وعن رسول الله؟ قال: ما لم أجده في كتاب الله ولا سنة رسول الله أخذته عن أصحاب رسول الله. قال: عن أيهم تأخذ؟ قال: عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، وعد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: فكل شئ تأخذه عنهم، تجدهم قد اجتمعوا عليه؟ قال: لا. قال: فإذا اختلفوا، فبقول من تأخذ منهم؟ قال:
بقول من رأيت أن آخذ منهم أخذت.
قال: ولا تبالي أن تخالف الباقين؟ قال: لا. قال: فهل تخالف عليا فيما بلغك أنه قضى به، قال: ربما خالفته إلى غيره منهم. فسكت أبو عبد الله (عليه السلام) ساعة، ينكت في الأرض، ثم رفع رأسه إليه، فقال: يا عبد الرحمن، فما تقول يوم القيامة إن أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيدك وأوقفك بين يدي الله، فقال: أي رب، إن هذا بلغه عني قول فخالفه؟ قال: وأين خالفت قوله يا بن رسول الله؟
قال: ألم يبلغك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: " أقضاكم علي " (3)؟

١ - ١ / ٣٢٨، وراجع: ١١ / ٤٧ من الوفيات ففيه مناظرة أخرى.
٢ - راجع قول النبي هذا في: التبصير في الدين، الأسفراييني: ص ١٦١. المعجم الصغير، الطبراني:
ص ١١٥. بغية الوعاة، السيوطي. الجامع الصغير، السيوطي. كفاية الطالب: ص ١٩٠. ذخائر العقبى:
ص ٨٣. الرياض النضرة: ٢ / ١٩٨. المقاصد الحسنة، السخاوي: ص ٧٢. إحقاق الحق: ٤ / 321.
(٥٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 ... » »»