وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٤٧٦
حديث المنزلة:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي " (١).
هذا حديث صحيح متفق عليه بين السنة والشيعة. نعم، لقد جعل النبي منزلة علي منه كمنزلة هارون من موسى، ولكن ما هي منزلة هارون من موسى؟ القرآن يجيبنا على هذا، قال تعالى على لسان نبيه موسى (عليه السلام): ﴿واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري﴾ (٢) وطلب موسى من هارون أن يخلفه في قومه: ﴿اخلفني في قومي﴾ (٣).
وأجاب الله طلب موسى قائلا: ﴿قد أوتيت سؤلك يا موسى﴾ (4).
فبمقتضى هذه النصوص، تكون منزلة هارون من موسى، منزلة الوزارة، والخلافة عنه والنبوة كما هو معلوم. والرسول بقوله السابق منح عليا جميع منازل هارون من موسى: الوزارة، الخلافة، واستثنى النبوة، لأنه لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستثناء النبوة دليل على بقاء هاتين المنزلتين. فلو لم تكن هاتان المنزلتان لعلي لاستثناهما النبي كما استثنى النبوة التي لم تكن له! فكما أن هارون خليفة موسى في قومه فكذا علي خليفة محمد في قومه! وكما أن هارون وزير موسى فكذا علي.

١ - صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة تبوك. صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي. صحيح الترمذي: ٥ / ٦٤١ وصححه. مسند أحمد: ٣ / ٥٠. سنن ابن ماجة: ١ / ٤٢.
المستدرك، الحاكم: ٣ / ١٠٩ وصححه. ومصادر هذا الحديث كثيرة جدا راجع ملحق المراجعات: ص ٣٧٣ - ٣٧٧.
٢ - طه: ٢٩ - ٣٢.
٣ - الأعراف: ١٤٢.
٤ - طه: ٣٦.
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»