فحين قال النبي: " وأنا أولى بهم من أنفسهم "، قال مباشرة: " فمن كنت مولاه ".
أي من كنت أولى به من نفسه فعلي كذلك. ففسر النبي كلمة (مولى) بكلمة (أولى) (1).
وكلمة (أولى) هنا أعم من الخلافة، فكما أن طاعة النبي أولى من طاعة الناس لأنفسهم، فكذا علي!!
فهل هناك قرينة أوضح من هذه؟! وهل يجوز تأويل النص الظاهر في دلالته لتصحيح أخطاء الخلفاء؟! (إنه لقول رسول كريم).
ثالثا: إن محبة علي ونصرته للمسلمين يعرفها الجميع، وقد فرض الله مودته في القرآن داعيا المسلمين إلى حبه وطاعته، وجعل النبي حبه علامة الإيمان. وفي خيبر قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " لأعطين الراية غدا لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله "، فكان عليا (عليه السلام).
فمحبة علي، ونصرته للمسلمين، أمر مفروغ منه، فلا يمكن تفسير الحديث بدعوة الناس لمحبة علي، لأن محبته مفروضة بالقرآن. فإذا كان النبي دعا الناس لحب علي، فهو لم يأت بشئ جديد - حاشاه - وليس هذا إكمالا للدين!
رابعا: لقد فهم الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر ما فهمه شيعة آل البيت.
فبعد أن بلغ النبي أمر الله، قال أبو بكر وعمر لعلي: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وتبع الصحابة أبا بكر وعمر ببيعة علي - وهم أكثر من مائة ألف - ولمدة ثلاثة أيام.