احتجاج علي بحديث الغدير:
في مسجد الكوفة وبعد أن عادت الخلافة لعلي (عليه السلام) خطب بالناس: " أنشد الله من سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، لما قام فشهد.
فقام اثنا عشر بدريا فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم:
" ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟ ". فقلنا: بلى يا رسول الله. قال:
" فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ". وكتم الشهادة بعض الصحابة فدعا عليهم فأصابتهم دعوته " (1).
هذا الإمام علي (عليه السلام) يعيد ذكرى الغدير على الناس. فماذا أراد من ذلك؟ هل أراد بيان نصرته ومحبته للمسلمين؟! لا وربي ليس ذلك هو الأمر، بل إنه أمر أكبر من ذلك، فما طلب شهادتهم إلا ليؤكد حقه في الخلافة، وما أصابت منكري الشهادة دعوته إلا لإنكارهم لأمر عظيم.