سفينة آل البيت (عليهم السلام). هذا هو ضمان النجاة الوحيد الذي جعله لنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديثه، فليس لأحد أن يأتي ويخترع ضمانا من عنده.
يقول ابن حجر: " ووجه تشبيههم بالسفينة فيما مر أن من أحبهم، وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأخذ بهدي علمائهم، نجا من ظلمه المخالفات ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم، وهلك في مفاوز الطغيان " (1).
وقال الواحدي: " انظر كيف دعا الخلق إلى النسب إلى ولائهم، والسير تحت لوائهم، بضرب مثلهم بسفينة نوح (عليه السلام). جعل ما في الآخرة من مخاوف الأخطار وأهوال النار كالبحر الذي لج براكبه، فيورده مشارع المنية ويفيض عليه سجال البلية، وجعل أهل بيته عليه وعليهم السلام مسبب الخلاص من مخاوفه والنجاة من متألفه، وكما لا يعبر البحر الهياج عند تلاطم الأمواج إلا بالسفينة، كذلك لا يأمن نفخ الجحيم ولا يفوز بدار النعيم إلا من تولى أهل بيت الرسول صلوات الله عليه وعليهم، وتخلى لهم وده ونصيحته وأكد في موالاتهم عقيدته، فإن الذين تخلفوا عن تلك السفينة آلوا شر مآل، وخرجوا من الدنيا إلى أنكال وجحيم ذات أغلال، وكما ضرب مثلهم بسفينة نوح، قرنهم بكتاب الله تعالى، فجعلهم ثاني الكتاب، وشفع التنزيل " (2).
وروى هذا الحديث السخاوي في كتابه " استجلاب ارتقاء الغرف " تحت عنوان " باب الأمان ببقائهم والنجاة في اقتفائهم " (3)!!
ورواه السمهودي تحت عنوان " الذكر الخامس ": ذكر أنهم أمان الأمة وأنهم كسفينة نوح (عليه السلام) من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (4).