وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٤١٠
وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر في " التمهيد " (24 / 331) سندا ثالثا لهذا الحديث الواهي الموضوع فقال:
" وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال حدثنا أحمد بن سعيد، قال حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي، قال حدثنا علي بن زيد الفرائضي قال حدثنا الحنيني، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه عن جده " به.
قلت: نقتصر على علة واحدة فيه وهي أن كثير بن عبد الله هذا الذي في إسناده قال عنه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: أحد أركان الكذب (1)، وقال عنه أبو داود:
كان أحد الكذابين (2)، وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب (3).
قال النسائي والدارقطني: متروك الحديث.
وقال الإمام أحمد: منكر الحديث ليس بشئ، وقال يحيى بن معين: ليس بشئ.
قلت: وقد أخطأ الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في التقريب عندما اقتصر على قوله فيه: ضعيف، ثم قال: " وقد أفرط من رماه بالكذب " قلت: كلا لم يفرط بل هو واقع حاله كما ترى من كلام الأئمة فيه. لا سيما وقد قال عنه الذهبي في الكاشف: " واه " وهو كذلك، وحديثه موضوع، فلا يصلح للمتابعة ولا للشواهد بل يضرب عليه، والله الموفق...
فتبين بوضوح أن حديث " كتاب الله وعترتي " هو الصحيح الثابت في صحيح مسلم، وأن لفظ " كتاب الله وسنتي " باطل من جهة السند غير صحيح. فعلى خطباء المساجد والوعاظ والأئمة، أن يتركوا اللفظ الذي لم يرد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن

١ - و (٢) نقل السقاف قول الإمام الشافعي وأبي داود عن تهذيب التهذيب: ٨ / ٣٧٧ دار الفكر، وتهذيب الكمال: ٢٤ / 138.
3 - انظر المجروحين، الحافظ ابن حبان 2 / 221.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»