عني. فيقال له: إن عقوبتك عند الله الرجم، ولا بد من تنفيذ حكم الله، فيقول: هذا خالد ابن الوليد زنى، وأنا اقتديت به، لأنه صحابي عادل!! وهذان أبو بكر وعمر لم يقيما الحد عليه، وإذا لم تحكموا بحكمهم وتفتوا لي بأني مأجور على الاجتهاد أو على التأسي، فقد خالفتم قول الرسول: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي!!!
والملفت للنظر في قصة البطاح: إن عمر جعل خالدا زانيا، فلو لم يكن كلام عمر صحيحا لوجب على عمر حد القذف!!
فلماذا نجد حدود الله قد عطلت في خير القرون؟! وإذا كان خالد زانيا، فلم لم يقيموا عليه حد الزنا؟، وإن لم يكن كذلك - ودون إثبات ذلك خرط القتاد - لم لم يقيموا حد القذف على عمر؟!!
أتى أسامة بن زيد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليشفع في امرأة مخزومية سرقت فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
(أتشفع في حد من حدود الله) ثم قام فخطب، قال: (يا أيها الناس إنما ضل من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) (1).
هذه سنة رسول الله وتلك سنة الخلفاء الراشدين!!
خالد مبلغ عن الله؟
بقي لنا أن نتسائل في هذا الموضوع المهم من بحثنا؟ هل اختار الله خالد بن الوليد ليبلغ دينه للناس؟ هذه أحاديثه في الصحيحين وغيرهما (2)، فكيف نأخذ بها؟!
وكذلك الأحاديث المرسلة من يضمن لنا أن لا يكون بعضها مأخوذا عن خالد؟!
فكل حديث مرسل إن لم يكن له طريق آخر سنحمله على أنه ربما يكون مأخوذا عن خالد!!