وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٢٨٣
خالد بن الوليد وقصته مع مالك بن نويرة مشهورة، وهنا نحصر بحثنا فيها.
مالك بن نويرة صحابي جليل وسيد بني تميم. وهو مضرب المثل في الفتوة والكرم والشجاعة. أسلم ووضعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على صدقات قومه. وبعد موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) توقف عن دفع الزكاة لأبي بكر، فسار إليه خالد فقتل مالكا وأصحابه - وهم مسلمون - ودخل بزوجة مالك في ليلة مقتله نفسها.
يحدثنا الطبري عن هذه الرزية فيقول:
" وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة، وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها، وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح، قال: فقلنا: إنا المسلمون. فقالوا: ونحن المسلمون!!، قلنا: فما بال السلاح معكم؟ قالوا: فما بال السلاح معكم؟ قلنا: فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح، قال: فوضعوها ثم صلينا وصلوا!! إلى أن قال: ثم أقدمه - خالد - فضرب عنقه - مالكا - وعنق أصحابه " (1).
وفي كنز العمال:
" ان خالد بن الوليد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد بكلام بلغه عنه، فأنكر مالك ذلك، وقال: أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت، وشهد له أبو قتادة وعبد الله بن عمر، فقدمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه، وقبض خالد امرأته أم تميم فتزوجها " (2).

(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 283 284 285 286 287 288 ... » »»