وأخرج الحاكم أن عائشة قالت: " إني قد أحدثت بعد رسول الله " (1).
وروى ابن حجر " عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد، قلنا له: هنيئا لك برؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصحبته. فقال: إنك لا تدري ما أحدثنا بعده " (2).
وروى مالك في الموطأ عن مولى عمر بن عبيد الله: انه بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لشهداء أحد: (هؤلاء أشهد عليهم). فقال أبو بكر الصديق: ألسنا يا رسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي) فبكى أبو بكر، ثم بكى، ثم قال: " أئنا لكائنون بعدك؟ " (3).
وقال أنس بن مالك: ما أعرف شيئا مما كان على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! قيل: الصلاة، قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها (4)؟
وأخرج البخاري عن الزهري قال: " دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت " (5).
وأخرج البخاري قال: سمعت سالما قال: سمعت أم الدرداء تقول: دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا إلا انهم يصلون جميعا (6).