وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ١٤٥
أحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص:
له في كتب السنن 700 حديث (1)، فلنر هل يتناسب هذا العدد من الأحاديث مع علم عبد الله وما قيل فيه.
يقول أبو هريرة: " ما من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب " (2).
هذا أبو هريرة وهو أكثر الصحابة رواية للحديث، يعترف أن عبد الله أكثر رواية للحديث منه! يقول ابن حجر: " إن أبا هريرة كان جازما بأن ليس في الصحابة أكثر حديثا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منه إلا عبد الله، مع أن الموجود المروي عن عبد الله أقل من الموجود المروي عن أبي هريرة بأضعاف مضاعفة " (3).
وقال محمد زهو: " من هنا ترى عبد الله بن عمرو قد توفر لديه من أسباب التحمل للحديث والإكثار منه ما لم يتوفر لغيره فقد تقدم إسلامه وحفظ الحديث بصدره ووعاه بقلبه ودونه بقلمه في الصحف حتى نقل عنه أنه قال: " حفظت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ألف مثل " (4).
لقد روى عبد الله بن عمرو 700 حديث والمفترض به، أن يروي أكثر مما روى أبو هريرة، فالذي روي عن عبد الله كما يقول محمد زهو: " لا يتناسب مع غزارة علمه وكثرة ما حفظه وكتبه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يصلنا عنه سوى سبعمائة حديث " (5).
وهكذا نجد أن الفرق بين أحاديث أبي هريرة وعبد الله 4674 حديثا. وهذا الرقم

١ - أسماء الصحابة الرواة: ص ٤٣.
٢ - صحيح البخاري: كتاب العلم، باب كتابة العلم. سنن الدارمي: ١ / ١٢٥.
٣ - فتح الباري: ١ / 167.
4 - الحديث والمحدثون: ص 143.
5 - المصدر السابق: ص 144.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»