ومعنى كلام المالكي أن الله قبض أبا بكر وفي جعبته أحاديث كثيرة جدا. فالله حرم عباده من سنة نبيه التي انفرد بها أبو بكر فقبضه قبل أن يخرج ما عنده من سنن الإسلام.
حاشا لله من هذا الفعل، فكيف يحرم عباده من السنن، والسنن الكثيرة على حد تعبير إبراهيم المالكي ثم يأمرهم بإحراز الإسلام كما أنزله؟! كيف نعقل ذلك؟
وقال الصنعاني: " والسبب في قلة ما روي عن الصديق أبي بكر (رضي الله عنه) مع جلالته وتقدمه وملازمته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قد تقدمت به الوفاة قبل عناية الناس بسماع الحديث وحفظه " (1) وكلامه هذا لا يختلف عن كلام السيوطي والنتيجة واحدة لا تختلف!!
واعترف محمد عجاج الخطيب - أستاذ في الحديث - أن لدى أبي بكر وعمر علما كثيرا أخذاه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يصل إلينا، قال عنهما بأنهما: " حملا علما كثيرا عنه عليه الصلاة والسلام، لم يظهر علمهم كله لنا، وبخاصة أبو بكر، لأنه لم يعش كثيرا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليحتاج إليه كما احتيج إلى عمر، فامتداد عمر الصحابي يكشف لنا عن علم الصحابي لأنه يحتاج إلى ما عندهم تجاه تلك الأمور المستجدة "، وفي هذا يقول ابن حزم: " ثم وجدنا الأمر كلما طال كثرت الحاجة إلى الصحابة فيما عندهم من العلم، فوجدنا حديث عائشة (2) ألفي مسند ومائتي مسند وعشرة مسانيد... " (3).
كلام ما أجدره بالتأمل " حملا علما كثيرا عنه "!! ولكنه ضاع!!
وقال الأستاذ إبراهيم الشهاوي - رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر -: " ولم يعثر أصحاب السنن على أكثر من هذا القدر - أي مرويات أبي بكر البالغة 142 أو 132 - وهو قليل بالنسبة لما سمعه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه مما لا شك فيه أنه سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يعد به من أكثر المكثرين!! من الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتقدم صحبته وكثرة ملازمته لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن لم يرو عنه إلا