على الأقل كان يجب أن يصل إلينا عن عبد الله لما قرره علماء الحديث، وقبلهم أبو هريرة، من أن عبد الله تحمل أكثر من أبي هريرة.
إن الذي ينبغي أن يقف عنده الباحثون هو: أين بقية العلم الذي حمله عبد الله والذي يفوق ما حمله أبو هريرة؟! لو قال العلماء إن مرويات عبد الله تساوي مرويات أبي هريرة لكانت خسارتنا 4674 حديثا، ولكن الطامة: ان عبد الله كما يقولون: تحمل أكثر من أبي هريرة!
وعبد الله يقول: إنه حفظ عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ألف مثل، فأين هذه الألف من السبعمائة؟! فليلاحظ حجم هذه الثروة التي خسرناها. لقد خسرنا على الأقل 4674 حديثا، وبطبيعة الحال، هذه الأحاديث تحتوي على تشريعات وعقائد وآداب...
وفي هذه اللحظة يستطيع كل مسلم أن يختبر نفسه. فالغيور على الإسلام وعلى السنة ستثور ثائرته على فقدان هذه الثروة والتي تفوق ما في صحيح البخاري - بدون تكرار -!!! ولا نعجب إذا ثار البعض علينا بعد هذه الحقيقة الناصعة حمية منهم على موروثاتهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أحاديث عبد الله بن مسعود:
كان من السابقين إلى الإسلام، شهد المشاهد كلها، روي له في كتب السنن 848 حديثا (1). فهل يتناسب هذا الرقم مع طبيعة حياة ابن مسعود وطول فترة ملازمته للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ لنر.
ورد في الصحيحين أن أبا موسى الأشعري قال: " قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا لا نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نرى من كثرة دخوله ودخول أمه على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولزومه له ".