عشرين سنة. فلابد أن أبي يحفظ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الآلاف!! ولا أعتقد أن أحدا يخالفني الرأي هذا، وإلا كان رادا لشهادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أبي: " ليهنك العلم أبا المنذر "!
فلا مفر من الاعتراف أننا خسرنا آلاف الأحاديث التي كان يحفظها أبي وربما تفرد بالكثير منها!
أحاديث سلمان الفارسي (رضي الله عنه):
سلمان الفارسي يقال له: سلمان الإسلام، وسلمان الخير. سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن سلمان فقال: " من لكم بمثل لقمان الحكيم، امرؤ ذاك منا وإلينا أهل البيت، أدرك العلم الأول والآخر، بحر لا ينزف " وقال عنه: " إنه يبعث أمة وحده، لقد أشبع من العلم ".
وقالت عائشة: " كان لسلمان مجلس من رسول الله ينفرد به في الليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (١).
ولما تلا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الآية: ﴿وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم﴾ (2) قالوا:
يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدل بنا ثم لا يكون أمثالنا؟ قال: فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، ثم قال: " هذا وقومه، لو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس " (3).
ومع كل الذي ورد في علم سلمان من أنه بحر لا ينزف ومن أنه كان له مجلس خاص مع النبي، إلا أنه لم يردنا عنه سوى ستين حديثا (4)! روى البخاري منها أربعة أحاديث، ومسلم خمسة.