2 - المردود الثاني:
أن الإيمان بفكرة المهدي يؤدي إلى الازدراء بالعقل لما في ذلك من مفارقات مثل طول العمر غير المعتاد، وغيبته من الأبصار، وعدم وجود فائدة في إمام كهذا وغير ذلك. والجواب على ذلك بالاختصار: أن الشيعة لا يجعلون بقاءه هذه المدة أمرا طبيعيا وإنما هو معجزة لأنهم يقولون لما ثبت بالأدلة وجوده وغيبته والوعد بظهوره فلا بد والحالة هذه من الإيمان بذلك بالإضافة لعدم خلو الزمان من إمام مفترض الطاعة، وبناءا على أن وجوده معجزة ينقل حينئذ الكلام إلى المعجزات ككل فأما أن تصدق أو تكذب وإذا كذبناها كذبنا الثابت في الإسلام أما أنه لا يرى فليس بمعلوم بل يجوز أن يرى ولا يعرف ويستفاد بآرائه لأنه يشترك مع الناس بالآراء ويلقي بالرأي الصحيح، يبقى الكلام على عدم تعليل اختفائه، وما أكثر العقائد والأحكام التي لا نجد لها علة ونقول بمضمونها مثل رمي الجمرات في الحج، والهرولة، ومعاقلة المرأة الرجل إلى ثلث الدية وأعداد ركعات الصلاة وهكذا. فإنها كلها أحكام غير معللة بل معظم الأحكام هكذا، وكذلك كثير من العقائد.
3 - المردود الثالث:
الازدواجية التي تحصل من وجود إمام تجب طاعته ولا يحكم وآخر يحكم ولا تجب طاعته، والجواب أن فقهاء الإمامية بالجملة في حال غيبة الإمام يقرون حكومة الحاكم العادل الذي يرعى مصالح المسلمين ويحمي ثغورهم ويجاهد عدوهم ويرتبون المشروعية على تصرفاته بالجملة.
أما بعد فهذه إلمامة موجزة بفكرة الإمام المهدي أردت أن أذكر من يكتبون عنها فيصورون الشيعة كأنهم اقتبسوا أحكامهم من كسرى وقيصر مع وفرة ما أوردناه من أحاديث حول فكرة المهدي فهل يسع مسلما يؤمن بالله نكرانها أو رميها بعيدا عن الإسلام، اللهم إلا أن يقال إن أحاديث المهدي دسها الشيعة في كتب السنة كما قيل ذلك في موارد أخر فإن بعضهم إذا لزمته الحجة بحديث قال ذلك،