هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٨٤
3 - المردود الثالث:
في وجود المهدي لطف يقرب العباد إلى الله تعالى لشعورهم بأن الله تعالى يهيئ لإقامة العدل ورفع الظلم، فإن قيل إن رفع الظلم يجب أن يحدث بالأسباب الطبيعية من قبل الناس: قيل إن ذلك صحيح ولكن إذا تهاونوا بذلك فلا بد أن يدافع الله تعالى عن الذين آمنوا، فإن قيل إن ذلك يحصل بالآخرة، قيل إن مثل ذلك كمثل إقامة الحدود في الدنيا مع أن المجرم لا يترك بالآخرة، هذه بعض الفوائد في موضوع الإمام المهدي وليست هي علة تامة بل حكمة ونحن نتعبد بما ورد في النصوص، وهناك فوائد أخرى ذكرتها المطولات وغطت أبعاد المسألة يمكن الرجوع إليها.
المردود السلبي في عقيدة المهدي 1 - المردود الأول:
إن أول المردودات السلبية أن هذه الفكرة تشل الإنسان وتمنعه عن القيام بواجباته وتخدر الإنسان وتتركه خائفا ذليلا بانتظار ظهور الإمام ليأخذ له بحقه، وقد صور بعضهم شدة لهفة الشيعة لانتظار ظهور الإمام بأن قسما من الشيعة لا يصلون مخافة أن يخرج الإمام وهم مشغولون بالصلاة فلا يستطيعون اللحاق به (1) وهذا التصور مردود جملة وتفصيلا فلا أحتاج إلى إكثار القول فيه بل ألفت النظر إلى كتب فقه الإمامية فإن الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجوب الدفاع عن النفس قائم بالفعل ولا يرتبط بالمهدي من قريب أو بعيد ومن ادعى خلاف ذلك فليدلنا على المصدر، أما الدعاوى الفارغة والقول البذئ فمردود على القائل وهو به أولى، ومن قفا مؤمنا بما ليس فيه حسبه الله تعالى في ردغة الخبال، كما يقول الحديث النبوي الشريف (2).

(1) منهاج السنة لابن تيمية ج‍ 1 ص 29.
(2) تفسير الفخر الرازي عند قوله تعالى * (ولا تقف ما ليس لك به علم) * الخ.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»