الأنبياء ليبينوا للناس ما أراد الله منهم وللحكم بينهما بالعدل: كذلك يجب نصب الإمام ليقوم مقامهم تحقيقا لنفس العلة، فإن الله لا يخلي الأرض من حجة، وليس زمان بأولى من زمان في ذلك، إلى آخر ما أوردوه.
2 - أما من الأدلة النقلية فذكروا ما يلي: قال الله تعالى * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم) * فقد فسرت هذه الآية كما عن الإمام الصادق (ع) بخروج المهدي وتحقيق هذه الأشياء على يديه (1) وقد قيل إن لسان هذه الآية عام يشير إلى تحقيق هذه الأمور على أيدي المسلمين فأجابوا أن القرائن تفيد أن هذه الأمور لم تتحقق على النحو الذي ذكرته هذه الآية من مجئ الإسلام حتى يومنا هذا، ووعد الله لا بد من تحقيقه، وتلك قرينة على تحققه في المستقبل، يضاف لذلك أن من أساليب القرآن الكريم أن يعبر عن الخاص بصيغة العام وعن المفرد بالجمع في كثير من الموارد، ولذلك قال الفخر الرازي عند تفسير قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) * الخ المائدة: / 57.
قال: إنها نزلت في أبي بكر بقرينه أنه هو الذي قاتل المرتدين مع أن لسان الآية عام (2)، ومن الأحاديث التي استدل بها الشيعة في موضوع المهدي ما رواه الطوسي في الغيبة عن النبي (ص): لا تذهب الدنيا حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي يقال له المهدي (3)، هذه فكرة موجزة أردت بها الإشارة إلى إجماع المسلمين على موضوع المهدي. وحينئذ لا يبقى قيمة لأقوال المهرجين الذين يريدون إبعاد الفكرة عن الإسلام غير عابئين بما ورد فيها من آثار ونصوص، وإذا كان البعض قد استغل الفكرة عبر التاريخ فما ذلك بموجب لنكرانها ورمي من يعتقد بها