بمثل هذا البيان الساحر المشرق المحكم يستحثهم على الترادف بالمساهمة بتيسير وسائل الراحة لوفود الموسم.
فإذا أعد الخراج وأقبل الموسم أمر بالحياض ينقل إليها الماء من الآبار ليسقي منها الحاج وكان يطعم الحجاج قبل التروية بمكة وبمنى بجمع وعرفة فيثرد لهم الخبز واللحم والسمن والسويق والتمر، ويزودهم بالمياه إلى منى على قلة الماء يومئذ، فإذا صدروا من منى فقد انتهى الموسم وتفرق الناس وختمت الضيافة.
أحب أن أطلع القارئ الكريم على نسك هاشم وصلاحه وتأثمه في تلك الجاهلية التي لا تتورع من مكروه في قطع رحم أو نهب مال أو أكل حرام أو أخذ الربا، لأجتلي منه هذه الصور الإسلامية الصحيحة التي سبقت زمانها.
كان هاشم يحرص كل الحرص على ألا يقطع رحما، ولا يظلم أحدا ويأكل مال حرام في ما يكسبه، ومن